تعتبر ممارسة الرياضة
أمراً ضرورياً ومفيداً للمرأة الحامل لأنّها تعمل على تحسين مزاجها، وتخفف من آلام
الظهر التي قد تعاني منها، كما تحسن حركة الأمعاء، وتمنع ظهور مشاكل المفاصل، لكنّ
ممارسة الرياضة خلال حمل يحتاج لحرص كبيرٍ، ولممارسة المرأة الحامل لتمارين معينة مختلفة
عن التمارين التي تمارسها في حياتها العادية وذلك حتى تحافظ الحامل على صحتها وصحة
جنينها، ومن خلال سطور مقالنا هذا سنتحدث عن كل ما يتعلق بالرياضة خلال فترة
الحمل.
استشارة الطبيب قبل ممارسة الرياضة
تعد استشارة الطبيب
من أهم الأمور التي يجب أن تقوم بها المرأة الحامل سواءً أكانت مواظبة على ممارسة
التمارين الرياضية أم لا، لذلك يجب أن تقوم الحامل بإخبار طبيبها بالتمارين
الرياضية التي كانت تمارسها والتي ترغب في ممارستها خلال الحمل، لكي يحدد لها
الطبيب التمارين المناسبة لها بناءً على حالتها الصحية وحالة جنينها، وعلى الأغلب
يسمح الطبيب للحامل بممارسة تمارينها المعتادة مع التخفيف من شدتها.
أما في حال كانت
المرأة الحامل غير مواظبة على ممارسة التمارين الرياضية فسينصحها الطبيب بممارسة
التمارين الهوائية لمدة ساعتين ونصف يومياً مع القيام بتمارين بسيطة وخفيفة.
ما هي أفضل التمارين الرياضية بالنسبة للمرأة الحامل؟
تعد التمارين
الرياضية التي تساعد ضخ المزيد الدم وتحافظ على المرونة وتحد من زيادة الوزن الأنسب
للمرأة الحامل، ومن أفضل التمارين الرياضية بالنسبة للحال نذكر:
1- المشي:
الرياضة الأفضل بالنسبة للمرأة الحامل فالمشي يحافظ على
اللياقة ويقوي القلب، ويفضل أن تمارس الحامل هذه الرياضة في النوادي وعلى أرض
مستقرة وغير مرتفعة لمدة نصف ساعة في حال لم تشعر بأي إرهاق، أما في حال شعرت
بالتعب والإرهاق فعليها التوقف فوراً، ويعتبر الوقت الذي يلي الإفطار بساعتين الأنسب
لممارسة رياضة المشي بالنسبة للحامل.
2- السباحة:
رياضة مفيدة جداً للحامل خاصةً للقلب والرئتين والأطراف
والحوض، كما أنّها تخلص الحامل من انتفاخ القدمين، لكن يجب أن تحرص الحامل على
ممارسة هذه الرياضة بوجود مدربة أو عائلتها لكي يساعدونها في حال عانت من دوار
مفاجئ، كما يجب عليها اختيار أحواض سباحة موثوقة ونظيفة لكي لا تصاب بأي مرض.
3- الدراجة:
يسمح للحامل بممارسة هذه الرياضة لمدة ربع ساعة يومياً لكي لا تسبب ضغطاً على الحوض، بشرط أن تكون
الدراجة ثابتة كتلك الموجودة في النوادي الرياضية، أو بشرط قيادتها بهدوء وفي
أماكن آمنة لا تعرضها لخطر السقوط.
4- اليوغا:
تساعد هذه الرياضة المرأة الحامل على تصفينها ذهنها، وتقضي
على القلق والتوتر، وتقوي عضلاتها وتكسبها مرونةً وليونةً.
5- التمارين الهوائية الخفيفة:
فهذه التمارين تحافظ على لياقة جسد المرأة
الحامل، وتنشط دورتها الدموية، وتقوي عضلات القلب والأطراف.
6- تمارين كيجيل:
تساعد هذه التمارين في تقوية عضلات حوض المرأة الحامل،
لذلك يجب عليها ممارستها باعتدال.
كيفية ممارسة التمارين الرياضية خلال فترة الحمل؟
1- في الأشهر الثلاثة الأولى:
في هذه المرحلة يفضل أن تمارس الحامل رياضة
المشي فقط، لأنّها تكون تعاني من تعب مفرط ودوار وشعور بالغثيان، ويفضل ألا تمارس
الحامل التي لم تواظب على ممارسة الرياضة قبل الحمل أي تمارين رياضية في الأشهر
الثلاثة الأولى من حملها.
2- في الأشهر الثلاثة الثانية:
تعد هذه المرحلة أفضل فترات الحمل لممارسة
التمارين الرياضية، ويجب أن تمارس الحامل التمارين الرياضية التي تساعدها على
تطوير قوتها الجسدية وأن تبتعد عن الرياضات التي تتطلب اتصالاً بدنياً ورفع
الأثقال، وتعتبر تمارين المشي السريع والسباحة وكيجيل، واليوغا الأفضل في هذه
المرحلة، ويجب أن تحرص الحامل على ممارستها بدون أن تجهد نفسها.
3- في الأشهر الثلاثة الأخيرة:
تعتبر هذه الفترة حساسة جداً بالنسبة للحامل، وتصبح ممارسة التمارين الرياضية فيها
أصعب بسبب الزيادة الحاصلة في الوزن وبحجم البطن، فهذه الزيادة تؤدي لعدم التوازن
وتمنعها من ممارسة بعض الحركات، وتعد رياضة المشي واليوغا الرياضة الأنسب
لممارستها خلال هذه الفترة من الحمل.
ما هي الرياضات التي يجب أن تبتعد عنها المرأة الحامل؟
يوجد هناك عدّة رياضات تشكل خطورة على المرأة الحامل وتهدد حملها فيجب
عليها تجنبها خلال فترة الحمل ومن أبرز هذه الرياضات نذكر:
1- القفز:
رياضة خطرة للحامل لأنّها تؤدي إلى حدوث تقلصات في الرحم،
وولادة مبكرة في حال أفرطت الحامل بممارسة هذه الرياضة.
2- الرياضات الجماعية:
ككرة السلة، الطائرة وغيرها من الرياضات التي يحدث
فيها احتكاك مع اللاعبات الأخريات، فقد يؤدي هذا الاحتكاك إلى حدوث نزيف أو يفقدها
جنينها.
3- التنس والاسكواش:
فهاتين الرياضتين تتطلبان حركة قوية ذهاباً وإياباً،
وفي بعض الأحيان القفز، وهذا الأمر يهدد الحمل ويسبب إجهاداً كبيراً للمرأة
الحامل.
4- التزلج، ركوب الخيل، الغطس، وتسلق الجبال:
رياضات يجب أن تبتعد عنها المرأة
الحامل بشكلٍ كلي فهي تتطلب جهداً جسدياً وتعرض الحامل لخطر السقوط مما يهدد
سلامتها وسلامة جنينها، وتشكل ضغطاً على قلبها ورئتيها.
5- الرياضات القتالية:
كرياضة الكاراتيه والجودو والتايكواندو والملاكمة،
فهذه الرياضات تجهد الحامل، وتعرضها لخطر تلقي ضربات على بطنها قد تؤدي إلى حدوث
نزيف يفقدها جنينها.
ما أهمية الرياضة بالنسبة للمرأة الحامل؟
تعد الرياضة مفيدة جداً للمرأة الحامل، وتظهر أهميتها في عدّة أمور
هي:
1-
تهيئ جسد المرأة الحامل لعلمية الولادة.
2-
تساعد الحامل على التأقلم مع وضعها الجسدي الجديد، وتحافظ على مرونتها
وليونتها.
3-
تساعدها على تجنب بعض مشاكل الحمل كتسمم الحمل.
4-
تحسن صحتها بشكلٍ عام، وتخلصها من الأرق وتمنحها الاسترخاء الذي
يجعلها تنام بهدوء وعمق.
5-
تخلصها من أعراض الحمل التي تسبب إزعاجاً لها كآلام الظهر، والتورم
والانتفاخ، والإمساك.
6-
تعزز شد عضلاتها وتقويها وتزيد من قدرتها على التحمل.
متى يجب أن تتوقف الحامل عن ممارسة الرياضة؟
يوجد هناك عدّة حالات يجب أن تتوقف فيها المرأة الحامل عن ممارسة
الرياضة ومن أبرز هذه الحالات:
1-
إذا أصيبت المرأة بنزيف مهبلي.
2-
في حال عانت من تقلصات مبكرة.
3-
عند حدوث تمزق في المشيمة.
4-
عندما يكون لديها ارتفاع في ضغط الدم ناجم عن الحمل.
5-
إذا كانت الحامل مصابة بأنيميا حادة.
6-
إذا كانت الحامل مصابة من أمراض القلب.
7-
إذا عانت من ولادة مبكرة في حملٍ سابقٍ.
8-
في حال كانت مصابة بالسمنة المفرطة.
9-
إذا كانت تعاني من أمراض الغدة الدرقية.
10-
إذا أصيبت بالتهاب الشعب الهوائية.
ومن خلال ما سبق نلاحظ بأنّ ممارسة التمارين
الرياضية تعد أمراً مفيداً بالنسبة للحامل ولا يشكل خطراً عليها وعلى وجنينها،
بشرط حصولها على موافقة الطبيب، وإجرائها الفحوصات التي تؤكد سلامتها، وممارسة
التمارين الرياضية الخفيفة التي لا تتطلب جهداً كبيراً، والتي تحافظ من خلالها على
صحتها، ولياقتها ومرونتها بدون أن تلحق أي ضرر بجنينها.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم
معلومات مهمة وضحنا من خلالها كافة الأمور المتعلقة بالرياضة خلال فترة الحمل،
والتي يجب أن تطلع عليها كل امرأة حامل لتستفيد منها، وتعمل لها بها لتحافظ على
رشاقتها ولياقتها وصحتها.
اذا اعجبك الموضوع يرجى مشاركتة