أخر الاخبار

ما هي التغييرات التي تحدث في جسم المرأة الحامل؟

تعدّ مرحلة الحمل من أهم المراحل التي تعيشها المرأة في حياته، إذ تحدث تغييرات كثيرة في جسد المرأة الحامل ونفسيتها، لذلك فإنّ المرأة تحتاج إلى رعاية واهتمام كبير في هذه المرحلة الجميلة والحساسة من حياتها، فهي تحتاج إلى دعم زوجها وعائلتها لكي تستطيع التعود على التغيرات الجديدة التي تصيبها، ومن خلال سطور مقالنا هذا سوف نتعرف على هذه التغييرات.

ما هي التغييرات التي تحدث في جسم المرأة الحامل؟

1-   التغييرات الهرمونية:

 يحدث في جسم المرأة مجموعة من التغييرات الهرمونية أثناء فترة الحمل كالتغييرات الحاصلة في هرمون الأستروجين وهرمون البروجسترون، فخلال فترة الحمل يزداد إفراز هرمون البروجسترون بصورة كبيرة فهو يحسن نمو الأوعية الدموية في المشيمة والجنين، ويعمل على نقل المواد الغذائية إلى الجنين بشكل أسرع وأفضل، وهذا ما يعزز نموه.

ويظهر تأثير هذا الهرمون منذ الأشهر الثلاثة الأولى للحمل، فزيادته المفاجئة قد تسبب حالة الغيثان التي تشعر بها الحامل في هذه الأشهر، وفي الفترة بين الشهر الرابع والسادس تسبب زيادته تطور غدد الحليب وزيادة حجم الثديين، وفي الثلث الأخير من الحمل يصل البروجسترون إلى أعلى مستوياته ليهيئ جسم المرأة الحامل للولادة والرضاعة.


أما بالنسبة لهرمون الأستروجين فإن زيادة إفرازه في فترة الحمل يؤدي إلى تضخم مجموعة من الأعضاء الداخلية للمرأة الحامل كالحالب والرحم، بالإضافة إلى ليونة في المفاصل.

وبسبب هذه التغييرات فإنّ المرأة الحامل تجد صعوبة في ممارسة التمارين الرياضية، كما يحدث احتباس للسوائل في أطرافها وزيادة في وزنها، كما تتغير طبيعة إحساسها بالجاذبية الأرضية بسبب تغير طريقة تدفق الدم وتوزيع السوائل في جسدها.


وحتى تمر هذه المرحلة بسلام يجب أن تحصل المرأة الحامل على قسط كافي من الراحة، وتتجنب الوقوف لمدة طويلة، بالإضافة إلى التقليل من شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والحرص على الحصول على أكبر قدر ممكن من البوتاسيوم.


2-   تغييرات الحواس: 

تعد من أبرز التغييرات التي تحدث لدى المرأة الحامل، وتشمل هذه التغيرات حواس البصر، الذوق والشم.


أ‌-       تغييرات حاسة البصر:

 حيث تصاب معظم الحوامل بقصر البصر المؤقت الذي يزول بشكلٍ نهائي بعد الولادة دون الحاجة للعلاج، كما يحدث تشويش في البصر، وفي حال كانت الحامل تلبس عدسات لاصقة فإنّها ستنزعج من هذا الأمر خلال فترة الحمل.


ب‌- تغييرات حاستي الشم والذوق:

 تتعرض هاتين الحاستين لمجموعة من التغيرات إذ تميل المرأة الحامل لتناول الأطعمة الأكثر حلاوة أو ملوحة، كما تصاب بانخفاض حس التذوق في أول ثلاثة أشهر، وقد تشعر في بعض الأحيان بطعم معدني، ويكون هذا مؤشراً على نقص الحديد.


3-   تغييرات الجلد والأظافر:

 تظهر هذه التغييرات على شكل زيادة في تساقط شعر الرأس خاصة بالنسبة للنساء اللواتي في تاريخهن العائلي حالات صلع نسائي، وزيادة نموه في أماكن أخرى من جسم المرأة الحامل، كما تصبح الأظافر تنمو بشكلٍ أسرع.


أما بالنسبة للجلد فيظهر عليه مجموعة أخرى من التغييرات إذ تظهر على وجه معظم النساء الحوامل بعض التصبغات التي تجعل الوجه يصبح غامقاً، كما قد تظهر هذه التصبغات في الأماكن الحساسة وحول الثديين وفي أماكن الندوب، وبشلكٍ عام فإنّ هذه التصبغات تكثر لدى النساء ذوات البشرة الداكنة أو السمراء.


كما قد تحدث بعض التغييرات لون الشامات أو النمش، وتعد هذه التغييرات طبيعية ما لم يزد حجمها.


4-   تغييرات في الدورة الدموية: 

وتظهر على شكل تغييرات في نبض القلب وحجم الدم، إذ ترتفع وتيرة نبضات القلب بنسبة 15 إلى 20% خلال فترة الحمل، ومن الممكن أن تصل عدد نبضات القلب إلى 90 إلى 100 نبضة في الدقيقة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.


وقد تصاب المرأة بدوار الحمل والذي يظهر بشكل كبير بعد الأسبوع ال 24 من الحمل بسبب كثرة الاستلقاء على الظهر والذي يضغط على الشريان الرئيسي الذي يصل أسفل الجسم بالقلب، ولخفض هذا الدوار يجب أن تستلقي المرأة الحامل على جانبيها.


5-   تغييرات في الجهاز التنفسي والأيض:

 تتأثر عملية الأيض في جسم المرأة الحامل بسبب زيادة كميات الأوكسجين وتحدث مجموعة من التغييرات في الجهاز التنفسي إذ تزداد كمية الهواء الداخل والخارج من الرئتين بنسبة 30 إلى 50%، كما قد تشعر المرأة الحامل بألم في الصدر بسبب زيادة حجم الرحم، وتأثيره على الحجاب الحاجز.


بالإضافة إلى ذلك فإن عمليات الأيض تصبح أسرع لذلك فإنّ المرأة الحامل تستهلك كميات أكبر من السعرات الحرارية، كما تزيد درجة حرارة جسم المرأة الحامل لذلك يجب أن تكثر من شرب المياه، وأن تخضع للفحص الطبي الدوري للتأكد من أن حرارتها الداخلية لا تؤثر على جنينها، وتتجنب ارتداء الألبسة الضيقة خاصةً أثناء ممارسة التمارين الرياضية، وأن تستخدم المراوح المنزلية إن كانت فترة حملها صيفاَ.


كما تكثر تغييرات الأيض في جسم المرأة الحامل في الأشهر الأخيرة للحمل بسبب نمو الجنين بشكلٍ كبير الأمر الذي قد يهددها بالإصابة بسكر الحمل ما لم تقم بتغذية نفسها بطريقة صحيحة.

                 تغييرات في جسم الحامل

6-   تغييرات في الثديين:

 يطال الثديين خلال فترة الحمل بعض التغييرات من أجل تهيئتهما لعملية الإرضاع ومن أبرز هذه العمليات يصبح لون حلمة الثدي داكناً أكثر من العادة، كما يصبح الثدي أكثر ليونة ويزداد حجمه وحجم الحملة والمنطقة المحيطة بها، بالإضافة إلى ذلك فقد تظهر بثور صغيرة حول الحلمة تخرج منها في بعض الأحيان إفرازات صفراء اللون، كما قد تشعر المرأة الحامل بكتل في الثدي نتيجة توسع قنوات الحليب.

7-   تغييرات في عنق الرحم: 

إنّ فترة الحمل تحدث تغييرات عديدة في عنق رحم المرأة الحامل، إذ تزداد صلابة أنسجة الرحم خلال هذه الفترة نتيجة ضغط الجنين قبل أن تعود لينة في الأسابيع الأخيرة من الحمل، وقد تشاهد الحامل أحياناً إفرازات مخاطية قد تحتوي على الدم قبل الولادة بأسابيع ويعد هذا الأمر طبيعياً للغاية وكنوع من تحضيرات الرحم لعملية الولادة، كما تشهد الأسابيع الأخيرة من الحمل حدوث توسع في عنق الرحم بهدف السماح للجنين بالنزول والمرور إلى الخارج.


ومن خلال ما سبق نرى أنّ فترة الحمل تعد من الفترات الحساسة في حياة جميع النساء فرغم السعادة الكبيرة التي تشعر المرأة بها عندما تكتشف بأنّها حامل إّلا أنّ التغييرات الكثيرة والغير مسبوقة في جسدها، تشعرها بالتعب والإرهاق، فتجد نفسها مضطرة لتغيير الكثير من عاداتها اليومية والتخلي عن تناول بعض الأطعمة، وتجنب القيام بأنشطة وتمارين متعبة، بالإضافة إلى اختيارها وضعيات نوم مناسبة للتغييرات الجديدة التي طرأت على جسدها، مع تناول أطعمة صحية ومفيدة لها ولجنينها لكي تحافظ على صحتها خلال فترة الحمل.


وفي الختام نتمنى أن نكون وفقنا في تقدم معلومات مهمة ومفيدة وضخنا من خلالها كافة الأمور المتعلقة بتغييرات جسم المرأة خلال الفترة الحمل، وأجنبها من خلالها بشكلٍ كافي ووافي عن السؤال الذي طرحناه في بداية المقال وهو ما هي التغييرات التي تحدث في جسم المرآة خلال فترة الحمل؟

تعليقات